الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات الــقلـم الــحـر: علاقات تونس بمصر: مصلحة عليا ليست موضوعا للمزايدة

نشر في  08 فيفري 2017  (10:37)

بقلم الأستاذ: عفيف البوني

العلاقات بين تونس ومصر مصلحة عليا بين البلدين والشعبين ومن الغريب أن يتبع المنصف المرزوقي  موقف العداء تجاه التجربة المصرية في تصحيح الثورة وإبعاد الفاشلين في الحكم حين استفرد مرسي بالتشريع ونسي أنه رئيس منخب للسلطة التنفيذية وليس حاكما بأمره كما أراد وأراد إخوانه تطبيق الشريعة اﻻخوانية. التصحيح في مصر قاده ثلاثون مليون مصري مع الجيش الوطني ومع ذلك استمر المرزوقي في معاداة نظام الحكم في مصر في كل المناسبات، ونسي مصلحة تونس في العلاقة مع مصر شعبا ودولة، وتجاهل وجوب التحفظ وهو يستمر في الدفاع عن مرسي الذي انقلب على الديمقراطية وانفرد بالحكم ونسي المرزوقي سوء ممارسته للحكم المؤقت في بلادنا بفعل ضحالة خبرته في السياسة فلا أهلية له ﻹعطاء الدروس ﻷحد حتى لأبنائه .

وبنفس المنطق، أساء القياديون واﻹعلاميون الناطقون من تلقاء أنفسهم باسم الدين في بلادنا ، إلى مصر منذ أن وقع التصحيح عبر الشعب والجيش الوطني المصري فقد اتهموا ذلك الجيش باطلا ونسوا ان الجيش المصري هو من حمى مصرمن اسرائيل وحمى الثورة من مبارك، وحمى أخيرا شعب مصر من مغامرات اﻻخوان بل من كل محاوﻻت وأعمال اﻻرهاب التي مارسها متخرجون من مدرسةاﻻخوان أو من تربوا في جماعتهم وانشقوا عنهم منذ أن غتالوا النقراشي باشا رئيس وزراء مصر (1949) ومحاولتهم اغتيال عبد الناصر (1964)واغتيالهم السادات (1981) ثم أعمال اﻻرهابية ضد الكنائس القبطية وضد السواح خلال عهد مبارك وجرائمهم اﻻرهابية ضد رجال أمن وجيش مصر منذ 2014.

لقد أساء هؤﻻء الى مصر والى علاقات تونس بها بل أساؤوا الى الجيش والى الشعب المصري، ونصبوا أنفسهم أوصياء على المصريين باسم التونسيين أو باسم الحريات والحقوق، وهم في كل ذلك ﻻ يمثلون في هذا اﻻ أنفسهم، حيث مارسوا ما يسمى بالديبلوماسية الشعبية بالمقلوب ﻷنهم يفسدون الديبلوماسية التونسية الوطنية للدولة والمبنية على اﻻحترام والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعلى احترام إرادة الشعوب في قرارها الوطني.
كل من المرزوقي والترويكيون، مطالبون بالتوقف عن اﻹساءة للعلاقات بين الشعبين والبلدين، وليس لهم أن يعطوا الدروس ﻻ للمصريين وﻻ للتونسيين، هم في حاجة الى الدروس ليتطور وعيهم ليميزوا بين مصالح الشعوب كما هي في الواقع وبين أحلام اليقظة كما هي في خيال هؤﻻء.
ان السياسة الخارجية للدول تبنى على المصالح المتبادلة وعلى العلاقات الحسنة وﻻ تبنى على الرؤى اﻻيديولوجية الدينية او النظرية، وليس من حق اﻷحزاب مهما كبرت أو المغردين خارج السرب أن يفسدوا عمل الديبلوماسية التونسية  وعلاقات تونس بكل الدول وهذا ﻻ يتناقض مع التعبير عن كل اﻵراء والمواقف للأفراد واﻷحزاب بالطرق المناسبة شرط أﻻ يكون هذا التعبير في شكل حملات دائمة ولحساب دول أو أحزاب أخرى ﻻ تحب الخير لمصر ولتونس، ومصلحة تونس كما مصلحة مصر، أكبر من مصلحة كل اﻷحزاب.

مرحبا بالرئيس عبد الفتاح السيسي في تونس ممثلا لدولة وشعب مصر كما يمثل الرئيس الباجي قائد السبسي تونس دولة وشعبا، وهما المسؤوﻻن اﻷوﻻن دستوريا وسياسيا عن المصلحة العليا المشتركة.